هل تستطيع الكلاب حساب الوقت ؟

يزعم عدد ليس بالقليل من مربي ومحبي الحيوانات الأليفة أن حيواناتهم تعرف متى يحين وقت تناول العشاء أو المشي أو عندما يحين موعد عودة أحد أصدقائهم إلى المنزل. 

مما دفع كثير من العلماء إلى السؤال، هل الكلاب تستطيع التخمين أم هل تستطيع الكلاب حساب الوقت بالفعل ؟

يقول احد الاطباء المتخصصين في  سلوك وإدراك الكلاب بجامعة أريزونا: “لست متأكداً بشأن ما إن كان شخص ما قد درس هذا بالتفصيل في الكلاب، ولكن وجود إحساس عام بالوقت هو شيء مشترك بين كل أنواع الحيوانات التي دُرست “.

في الواقع، هناك مراجعة لأحد الأبحاث المتعلقة هذا الموضوع وكان بتلك المراجعة أدلة وافرة على أن العديد من الحيوانات حساسة للوقت. 

يمكن للحيوانات أن يتعلموا الذهاب إلى مكان معين لأجل الطعام في وقت معين من اليوم. ويمكنهم أن يتعلموا بدقة تحديد وقت بعض الفترات زمنية القصيرة لظهور محفز خارجي”. على سبيل المثال، تتغذى الطيور على المحار الذي لا يُتاح إلا لفترة قصيرة كل يوم أثناء انخفاض المد، ولاحظ العلماء أنهم يعودون لاصطياد المحار في الوقت المناسب تمامًا كل يوم. 

كما وجد باحثون آخرون أن الحمام يتوافد إلى أجزاء معينة من الحرم الجامعي كل يوم خلال وقت الغداء مباشرة حتى يتمكنوا من التقاط مخلفات الطعام.

اقرأ أيضا:

كيف ترى الكلاب الإنسان ؟ معلومات عن بصر الكلاب

لماذا تميل الكلاب رؤسها ؟

وفي الوقت نفسه، أظهرت الحيوانات المستأنسة أنها تستطيع الشعور بالوقت أيضًا. تستطيع القطط المدربة على تناول الطعام  من إناء واحدة من أصل إناءين استنادًا إلى مدة بقائهم في القفص قبل تناول الطعام – أن يميزوا الفرق بين فواصل زمنية تتراوح بين 5 و8 و10 و20 ثانية، وهذا يبين للباحثين أن القطط لديهم ساعة داخلية أيضًا.

هذه الساعة الداخلية هي المسؤولة عن تقييم مدة الأحداث.

وفي دراسة أخرى، أظهر الباحثون أن الكلاب التي تُترك بالمنزل وحدها تستقبل أصحابها بحفاوة أكبر (حيث تتحرك ذيولهم بشكل أكبر، ويكونون منتبهين للغاية، وكذا تغمرهم الطاقة) بعد غياب ساعتين بالمقارنة بما إذا كان غياب المالكين مجرد نصف ساعة فقط.

كيف تشعر الكلاب بتغيرات الوقت؟

لا تملك الكلاب الساعات ولا تحتفظ بمخططات اليوم، فكيف تتبع مرور الوقت؟ العلماء لديهم بعض الاراء:

أولاً، الحيوانات وغيرها من الكائنات الحية لديها ساعة داخلية يُطلق عليها التواتر اليومي، وتبلغ دورتها حوالي 24 ساعة، وذلك خلال عملياتها الفيسيولوجية، حيث تستجيب لمنبهات مثل دورة الضوء والظلام. فبدلاً من أن يعرفوا وقت تقديم وجبات الطعام بالضبط أو أن يحسبوا الوقت في رؤوسهم، فقد يكونون يستجيبون لمؤثر فيسيولوجي داخلي يسببه ذلك التواتر اليومي في وقت معين من اليوم، وهم يربطون ذلك بحدث معين، مثل: العشاء.

ربما تستخدم الحيوانات علامات يومية لتتبع الوقت، مثل: وضع الشمس في السماء”. حيث أن الكلاب ربما تكون تلتقط إشارات اجتماعية تخبرهم بأن شيئًا ما على وشك الحدوث. الكلاب تراقب كل ما تفعله لتتأكد من أن شيئًا مهمًا سيحدث”. لا تشير هذه الإشارات بالضرورة إلى وقت معين ولكنها تنبئ بأن حدثًا مهمًا سيحدث قريبًا.

كما أن هناك فكرة مثيرة للاهتمام اقترحتها أليكسندرا هورويتز في كتابها الأخير “Being a Dog”، وهي أن الكلاب قد تكون قادرة على شم الوقت، بطريقة ما. 

هناك روائح تأتي وتذهب وتتحرك في أرجاء المنزل خلال النهار، وقد تستخدم الكلاب وجود تلك الروائح أو غيابها أو قوة رائحتها كدلالة على الوقت ومعرفة زمن حدوث شيء ما أو مدى قرب حدوث شيء أخر. 

إذا أطعمت كلبك وفق جدول منتظم أو كنت تذهب للعمل في نفس الوقت كل يوم، فقد يتوقع الكلب زمن الوجبة التالية أو وقت صولك إلى المنزل بناءً على قوة رائحة الطعام المتبقية في الوعاء أو رائحة عطرك عندما تقترب من المنزل. او ربما تشم الكلاب رائحة البنزين او رائحة عادم سيارتك عند وصولك تحت منزلك ؟

هل تعرف الكلاب مواعيد الأحداث طويلة الأجل ؟

عندما يتعلق الأمر بتتبع فترات زمنية طويلة، فقد تواجه الكلاب والحيوانات الأخرى المزيد من المتاعب. فكما يستخدمون بعض الإشارات اليومية لتحديد الوقت خلال اليوم، يعتقد العلماء أنه يمكنهم استخدام الدورات يومية لتتبع فترات زمنية أطول.

يتذكر البشر الأحداث الهامة من خلال تحديد مواعيد وأوقات معينة، فمن دون الأجهزة التقنية من الصعب أن نعرف كيف يمكن للحيوانات القيام بذلك.

قد تكون الكلاب قادرة على معرفة ما هو وقت العشاء، ولكن لا نتوقع منهم أن يعرفوا موعد عيد معين أو حتى عيد ميلادهم أو معرفة أن الأسبوع يتكون من سبعة أيام. لكن في المقابل، تستطيع الكلاب ربط الأحداث ببعضها البعض وبالتالي من الممكن أن تتوقع حدوث او عدم حدوث بعض الأشياء بشكل ملفت للنظر.